الجزائر تندد بصمت مجلس الأمن و تدعو لتحرك عاجل لحماية غزة

وسط تصاعد العدوان الصهيوني على غزة، وجهت الجزائر انتقادات حادة لمجلس الأمن الدولي، مستنكرة صمته إزاء الجرائم المرتكبة في القطاع، و التي أسفرت عن مئات الضحايا، أغلبهم من النساء و الأطفال.
في اجتماع طارئ لمجلس الأمن، ندد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بالقصف الوحشي على غزة، فجر أمس الثلاثاء 18 مارس، واصفا إياه بأنه انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار. و قال: "نحن شهود على موجة جديدة من العقاب الجماعي لسكان غزة، رغم أن القرار 2735 يضمن استمرار وقف إطلاق النار طالما المفاوضات جارية".
و بحسب مصادر طبية في غزة، فقد تجاوز عدد الشهداء 400 خلال ساعات قليلة من القصف العنيف، في مشهد وصفه بن جامع بأنه "جريمة حرب لا تحتمل التأجيل في المحاسبة"، محملا المجتمع الدولي مسؤولية وقف المجازر.
كما أشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن القوى الوسيطة، و على رأسها الولايات المتحدة ،مصر و قطر، تتحمل مسؤولية مباشرة في فرض احترام اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن "الدم الفلسطيني يستغل مرة أخرى لخدمة الحسابات السياسية".
لم تقتصر جرائم الاحتلال على القصف وحده، بل امتدت لتشمل سياسات تجويع ممنهجة. فقد أكد بن جامع أن الاحتلال لم يسمح بدخول أي شاحنة مساعدات منذ أكثر من أسبوعين، في حصار وصفه بأنه "محاولة متعمدة لكسر صمود الشعب الفلسطيني، خصوصا في شهر رمضان المبارك".
كما شدد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، على أن الاحتلال لا يكتفي بمنع وصول المساعدات، بل يعمل على تفكيك البنية التحتية الغذائية في غزة، محذرا من مجاعة كارثية تهدد أكثر من مليوني فلسطيني.
و في ظل هذه الأوضاع، تساءل بن جامع عن مدى جدوى مجلس الأمن، قائلا: "إذا كان المجلس عاجزا عن وقف هذه المجازر، فهل ما زال له أي مصداقية؟".
و أضاف أن الاحتلال مستمر في تجاهل قرارات مجلس الأمن و محكمة العدل الدولية، التي أمرت باتخاذ تدابير فورية لضمان إيصال المساعدات إلى غزة دون عوائق. و مع ذلك، يواصل الاحتلال سياساته القمعية، متجاهلا كل القوانين و الأعراف الدولية.
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال: هل سيواصل العالم تواطؤه بالصمت، أم ستتحرك القوى الدولية لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية؟ الجزائر، من جهتها، أكدت أنها لن تتوقف عن المطالبة بالعدالة للفلسطينيين، و دعت إلى تحرك فوري لإنهاء الاحتلال الذي وصفه بن جامع بأنه "الفصل الأكثر شناعة في التاريخ الحديث".