تقرير رسمي: 9900 أسير فلسطيني في قبضة الاحتلال… أطفال و نساء تحت التعذيب

أكثر من 9900 أسير فلسطيني، بينهم 3498 معتقلا إداريا دون تهم، و 400 طفل و 29 امرأة، يقبعون في زنازين الاحتلال الصهيوني في ظروف قاسية تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة. أكثر من 700 أسير يعانون من أمراض خطيرة دون علاج، فيما يستمر احتجاز 665 جثمانا لشهداء خلف أسوار الموت البطيء. إنها أرقام صادمة، كشفت عنها هيئة شؤون الأسرى و المحررين الفلسطينيين في تصريحات رسمية نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية.
يحيي الشعب الفلسطيني، هذا الخميس 17 أفريل، الذكرى السنوية لـ"يوم الأسير الوطني"، تحت ظلال حرب إبادة مفتوحة يشنها الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة، امتدت آثارها إلى داخل السجون التي تحولت إلى ساحات انتقام و وسائل قمع ممنهج بحق الأسرى الفلسطينيين.
واقع الأسرى: بين العزلة و التنكيل
في تصريح خاص لوكالة الأنباء الجزائرية، وصف ثائر شريتح، المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى و المحررين، هذه الذكرى بأنها تأتي في سياق "الهجمة الأعنف" التي يتعرض لها الأسرى منذ عقود. فقد تجاوز عدد المعتقلين 9900، يحتجزون داخل زنازين ضيقة تفتقر إلى النظافة و الماء الصالح للشرب، و وسط تفشي أمراض معدية مثل الجرب و النزلات المعوية، نتيجة الطعام الفاسد و الإهمال الطبي المتعمد.
و أوضح شريتح أن من بين الأسرى 3076 موقوفون بانتظار المحاكمة، و 3498 معتقلا إداريا دون تهم، و هو رقم غير مسبوق. كما أن الاحتلال يخفي قسريا آلافا من معتقلي قطاع غزة، و لا يعرف مصيرهم، ما يثير المخاوف من وجود معتقلات سرية أو مقابر جماعية.
سياسات الإهمال و القمع: سجون تتحول إلى أدوات للقتل
يقدَر عدد الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة و خطيرة بنحو 700، دون تلقي أي علاج. و حسب شريتح، فإن سلطات الاحتلال تتعمد خلط المرضى بالأسرى الأصحاء داخل الزنازين لزيادة انتشار العدوى، و ترفض تقديم أي نوع من الرعاية الطبية، مما يحول الأمراض الجلدية و المعوية إلى إصابات خطيرة.
و يبلغ عدد الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد حوالي 600، أفرج عن 291 منهم ضمن صفقة تبادل الأسرى في جاتفي الماضي. كما استشهد 85 أسيرا نتيجة الإهمال الطبي، و 88 آخرون تحت التعذيب، فيما استشهد 7 أسرى جراء إطلاق نار مباشر عليهم داخل المعتقلات.
من بين 665 جثمانا يحتجزها الاحتلال في مقابر الأرقام و ثلاجات الموتى، يوجد 259 تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر 2023. كما بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ 1967، نحو 300، بينهم 67 جثمانا لا تزال محتجزة.
الاستهداف لم يقتصر على الأسرى فقط، بل طال الإعلاميين أيضا، حيث اعتقل الاحتلال 51 صحفيا، من بينهم 6 صحفيات و 31 من قطاع غزة. و بعد 7 أكتوبر، اعتقل أكثر من 170 صحفيا، أفرج عن عدد منهم لاحقا.
و بالرغم من القمع و الجرائم، شكلت صفقة تبادل الأسرى التي انطلقت في 20 جانفي الماضي نافذة أمل للكثير من العائلات، حيث تم الإفراج عن 1777 أسيرا على سبع دفعات، بينهم 274 من أصحاب الأحكام المؤبدة، و 296 من أصحاب الأحكام العالية.
اختتم شريتح حديثه بتأكيده على أن المجتمع الدولي "تخلى تماما" عن ملف الأسرى الفلسطينيين، تاركا إياهم يواجهون الموت البطيء بمفردهم. و قال: "هذا الصمت يغذي نزعة الانتقام لدى الاحتلال، و يفتح الباب أمام المزيد من الجرائم"، داعيا إلى تحرك عاجل لحماية الأسرى، و إنقاذ ما تبقى من كرامتهم و حياتهم.