السياحة الصحراوية في الجزائر تحقق قفزة نوعية خلال موسم 2024-2025

أكدت المديرة العامة للديوان الوطني للسياحة، ناصر باي صليحة، في تصريحاتها الأخيرة أن المؤشرات العامة للسياحة في الجزائر تبشر بمستقبل مشرق، حيث أظهرت تحسنا كبيرا يعكس الجهود المبذولة من قبل السلطات العمومية في دعم القطاع. و قد أرجعت هذه الديناميكية إلى التدابير التشجيعية التي تم اتخاذها لتطوير السياحة، مثل تكثيف الاستثمار، بالإضافة إلى سياسات الخصخصة و الشراكة بين القطاعين العام و الخاص.
في برنامج "ضيف الصباح" الذي بثته القناة الإذاعية الأولى، أمس 20 أفريل، صرحت صليحة بأن الجزائر تراهن بشكل أكبر من أي وقت مضى على الترويج للسياحة الصحراوية باعتبارها أحد المحاور الأساسية التي تساهم في تقوية الاقتصاد الوطني. فقد أصبحت وجهات الصحراء، مثل تمنراست، أدرار و تيميمون، أكثر جذبا للسياح من داخل و خارج البلاد، و هذا يظهر بوضوح في أرقام الموسم السياحي الصحراوي 2024-2025. حيث سجل الموسم الحالي زيادة ملحوظة في أعداد السياح، التي تجاوزت 186 ألف زائر، من بينهم أكثر من 22 ألف سائح أجنبي.
و أضافت أن ما يميز هذا الموسم بشكل استثنائي هو التوسع الجغرافي، حيث شملت الحركية السياحية 24 ولاية جنوبية، مما يعكس تطورا ملحوظا في تنويع الوجهات السياحية الصحراوية.
كما أشادت المديرة العامة بتعاون و تنسيق جميع الفاعلين في القطاع السياحي، و على رأسهم وكالات السياحة و الأسفار، التي تسهم بشكل فعال في ترويج السياحة الجزائرية عبر المنتديات و الصالونات الدولية. هذا التنسيق بين مختلف القطاعات أتى ثماره في نجاح الموسم الحالي، ليشكل خطوة هامة نحو النهوض الكامل بالقطاع السياحي.
و فيما يخص الاستثمار في السياحة، أكدت صليحة أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، مدعومة بقوانين جديدة تشجع على الاستثمارات. فقد أتاح "قانون الاستثمار الجديد" فرصا كبيرة لزيادة المشروعات السياحية و تحفيز المبادرات المحلية، مثل تحويل المنازل إلى دور ضيافة صغيرة، و هو ما يساهم في تنمية السياحة المستدامة. و أوضحت أن الجنوب الجزائري لا يحتاج إلى استثمارات ضخمة، بل إلى تهيئة مرافق خفيفة تحترم البيئة و خصوصيات المناطق الصحراوية.
من جهة أخرى، كشفت صليحة عن الأرقام المثيرة للسياحة في الجزائر لعام 2024، حيث بلغ عدد السياح الوافدين أكثر من 3.5 مليون سائح، منهم أكثر من مليوني سائح أجنبي. هذا النجاح يأتي ضمن تزايد الاهتمام بالوجهات الجزائرية، لا سيما في مجال السياحة الصحراوية.
و فيما يخص البنى التحتية، أشارت صليحة إلى استلام 47 مؤسسة فندقية جديدة خلال عام 2024، مما ساهم في تحسين الحظيرة الفندقية بـ 6874 سريرا. كما أضافت أن 70 مشروعا استثماريا جديدا تم قبوله في عام 2025، ليرتفع عدد المشاريع السياحية قيد الإنجاز إلى 2143 مشروعا، مما يساهم في رفع قدرة الاستيعاب إلى أكثر من 850 ألف سرير، و بالتالي توفير حوالي 100 ألف فرصة عمل جديدة.
أخيرا، وفي سياق آخر، كشفت صليحة عن دخول 571 وكالة سياحية جديدة حيز الخدمة، مما يرفع العدد الإجمالي لوكالات السياحة في الجزائر إلى 5705 وكالة. كما تم استحداث أكثر من 27 ألف نشاط جديد في مجال الصناعة التقليدية، مما يعزز من إمكانيات السياحة الثقافية في الجزائر.
يذكر أن قطاع السياحة في الجزائر يواصل تطوره بخطى ثابتة، حيث تم تسجيل 727 مشروعا سياحيا إلى غاية نهاية ديسمبر 2024، بينها 90 مشروعا جاهزا للدخول في الخدمة خلال السنة الجارية، حسب ما أعلنت عنه وزيرة السياحة و الصناعة التقليدية، حورية مداحي، خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني يوم 23 جانفي.
و تعمل الحكومة على تطوير 80 منطقة للتوسع السياحي، مع التركيز أيضا على تنشيط السياحة الدينية في مواقع مثل سيدي عيسى بأدرار، و عين ماضي بالأغواط، و خنق سيدي ناجي ببسكرة.