خبراء من الساحل يردون على سلطات مالي: الجزائر ركيزة في خدمة إفريقيا

في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الجزائرية، عبر خبراء من النيجر، موريتانيا و ليبيا عن رفضهم للحملة التي تقودها سلطات باماكو ضد الجزائر، و أكدوا أن هذه الاتهامات ما هي إلا محاولة للهروب من الفشل الداخلي الذي تعرفه مالي.
الخبير السياسي من النيجر، الحاج معلم عمرو، أوضح أن الجزائر أصبحت اليوم فاعل مهم في إفريقيا، و الدليل هو انتخابها كنائب لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، و هو منصب يعكس ثقة الدول الإفريقية فيها. و استغرب الخبير الاتهامات التي تطلقها السلطات المالية ضد الجزائر، و خاصة ما يتعلق بـ"دعم الإرهاب"، قائلا: "هذه مجرد أكاذيب، و لا دولة إفريقية واحدة تصدقها".
و تحدث الحاج معلم عن حادثة اختراق طائرة مسيرة للحدود الجزائرية، و اعتبرها استفزازا خطيرا، موضحا أن هذه الطائرات عادة ما يجب أن تبقى على بعد 50 كيلومترا من الحدود. كما كشف أن هناك أطرافا تحاول تشويه صورة الجزائر، مستعملين بعض المدونين، و قال: "نعرف من يدعمهم، و المغرب من بين هذه الأطراف التي تريد تعطيل دور الجزائر في تنمية إفريقيا".
من جهته، قال المحلل الموريتاني محمد عالي سالم إن ما تقوم به سلطات مالي اليوم هو فقط محاولة لتغطية فشلها في إدارة البلاد، خصوصا بعد انسحابها سنة 2024 من اتفاق السلم و المصالحة الذي رعته الجزائر سنة 2015. و أوضح أن هذه الخطوة جاءت بإيعاز من أطراف خارجية، خاصة المغرب، بهدف إضعاف الدور الدبلوماسي الجزائري.
و أكد الخبير أن الجزائر أثبتت قوتها في إفريقيا من خلال دعمها للدول الفقيرة و مساعدتها في التنمية، كما عملت على تقوية علاقاتها التجارية مع دول الساحل. و ذكر بالدور الكبير الذي لعبته الجزائر في تجنيب النيجر تدخلا عسكريا من قبل منظمة إيكواس، بفضل دبلوماسيتها الحكيمة.
من ليبيا، عبرت الناشطة و الباحثة في الشؤون الإقليمية، انتصار القليب، عن استيائها من تصريحات باماكو ضد الجزائر، و قالت إن الجميع يعرف الدور الكبير الذي تلعبه الجزائر من أجل استقرار المنطقة. و أضافت أن الجزائر تعتمد على الحوار و الوساطة لحل الأزمات، و تقوم بجهود كبيرة لمكافحة الإرهاب.
كما أكدت أن الجزائر تساعد الدول الإفريقية على تجاوز مشاكلها بنفسها، من دون تدخل أجنبي، و ضربت مثالا بمساهمتها في دعم الحوار السياسي في ليبيا.
و ختمت حديثها بالتأكيد على أن فوز الجزائر بمقعد في مجلس السلم و الأمن الإفريقي دليل على احترام الدول الإفريقية لها، و ثقة الجميع في جهودها لنشر السلم و العمل المشترك في القارة.