نحو انشاء صناديق الاستثمار برأسمال المخاطر لربط مؤسساتها الناشئة بالأسواق العالمية

أعلن وزير اقتصاد المعرفة و المؤسسات الناشئة نور الدين واضح عن إصدار إطار تنظيمي جديد يهدف إلى تنظيم عمل الصناديق المشتركة للتوظيف برأسمال المخاطر (FCPR)، و هو خطوة تمثل إضافة نوعية في دعم تمويل المشاريع الابتكارية داخل الجزائر.
و خلال استضافته على أمواج الإذاعة الجزائرية، أوضح الوزير أن النظام الجديد، الذي تشرف عليه لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة، يبعث برسالة واضحة إلى المجتمع المالي الدولي، مفادها أن الجزائر ماضية في تحديث أدواتها التمويلية و تكييفها مع المعايير العالمية.
الخطوة، وفقا للوزير، لا تتعلق فقط بنص تنظيمي جديد، بل بإرادة سياسية و اقتصادية لتقريب السوق الجزائرية من الممارسات المتعارف عليها دوليا في مجال رأس المال الاستثماري. و لفت إلى أن النظام الجديد يعتمد نموذج "الشريك العام/الشريك المحدود"، و هو النموذج ذاته الذي يشتغل به المستثمرون عبر العالم، ما سيتيح للصناديق الأجنبية الاستثمار في المشاريع الجزائرية بنفس الشروط و الآليات التي اعتادوها.
و في هذا السياق، كشف الوزير عن التحضير لإطلاق حملة ترويجية دولية واسعة النطاق لتعريف الممولين الأجانب بالإطار الجديد، مشيرا إلى أن الصناديق ستدار من قبل خبراء مختصين في الاستثمار المخاطر، لضمان مهنية التسيير و نجاعة التوجيه المالي.
و لم يخف واضح رهانه على الجالية الجزائرية في الخارج، داعيا أبناء الوطن المقيمين في مختلف الدول إلى لعب دور استراتيجي في إطلاق و بناء سوق الاستثمار المخاطر في الجزائر. و أكد أن إشراك الكفاءات الجزائرية بالخارج سيكون مفتاحا أساسيا لتسريع نقل المهارات و التكنولوجيا، و دعم الابتكار المحلي بلمسة عالمية.
و في ختام تصريحاته، شدد الوزير على أهمية العمل المشترك مع وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، بالإضافة إلى وزارة الشؤون الإفريقية، من أجل تطوير حلول رقمية تسمح بتسهيل مشاركة أفراد الجالية في الديناميكية الاقتصادية الوطنية، و جعلهم فاعلين مباشرين في بناء مستقبل اقتصاد مبني على المعرفة و الاستثمار الذكي.