إطلاق نار صهيوني على موكب دبلوماسي في مدخل مخيم جنين يثير غضبا دوليا واسعا

شهد مدخل مخيم جنين، صباح اليوم الأربعاء 21 ماي، حادثا خطيرا حين أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر و كثيف نحو موكب دبلوماسي، كان في زيارة ميدانية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية و الاقتصادية في المدينة و المخيم.
الحادث، الذي لم يسفر عن إصابات جسدية، خلف موجة غضب و إدانات واسعة من عدة عواصم. الموكب، الذي ضم عشرات الدبلوماسيين من دول مختلفة، كان يتحرك في إطار زيارة رسمية لمقر محافظة جنين، حيث قدم المحافظ شرحا مفصلا حول تداعيات العدوان الصهيوني المتواصل على المدينة.
غير أن الرصاص الإسرائيلي اخترق المشهد فجأة عند المدخل الشرقي للمخيم، مستهدفا المركبات المميزة بوضوح كدبلوماسية.
وزارة الخارجية الفلسطينية وصفت الحادث بـ"الاعتداء الجبان"، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عنه. و اعتبرت أن ما جرى يعد "خرقا صارخا للقانون الدولي، و لمبادئ العلاقات الدبلوماسية المنصوص عليها في اتفاقية فيينا لعام 1961"، و التي تضمن الحماية و الحصانة للبعثات الدبلوماسية.
و أشارت الوزارة إلى أن استهداف ممثلي دول معتمدة لدى دولة فلسطين "يشكل تصعيدا خطيرا، و رسالة استهتار بالقانون الدولي و بسيادة فلسطين"، مؤكدة أن هذا الفعل "لن يمر دون محاسبة".
كما دعت المجتمع الدولي، خاصة الدول التي ينتمي إليها الدبلوماسيون المستهدفون، إلى اتخاذ مواقف واضحة و إجراءات رادعة ضد سلطات الاحتلال، مطالبة بحماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني و الدبلوماسيين العاملين في الأراضي الفلسطينية.
إدانات دولية واسعة
ردود الأفعال الدولية لم تتأخر. وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني دان بشدة الاعتداء، مؤكدا أنه استدعى السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية، و قال: "التهديدات ضد الدبلوماسيين غير مقبولة".
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإسبانية وجود دبلوماسي إسباني ضمن الموكب، مشيرة إلى أنه بخير، و أعلنت عن تنسيق رد مشترك مع الدول المتضررة.
أما وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، فأعرب عن "صدمته"، مذكرا أن الموكب كان يتكون من 20 مركبة واضحة المعالم.
الأردن هو الآخر لم يلزم الصمت، إذ أدانت وزارة الخارجية و شؤون المغتربين الأردنية الاعتداء "بأشد العبارات"، معتبرة ما حدث "جريمة" و انتهاكا صريحا للقانون الدولي الإنساني، و مخالفة لكل الأعراف الدبلوماسية، و كررت دعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته و إلزام الاحتلال بوقف عدوانه، ليس فقط في جنين، بل في غزة و كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، و احترام حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، و عاصمتها القدس الشرقية.
و توسعت دائرة الإدانات الدولية لتشمل ألمانيا، التي عبرت خارجيتها عن "رفضها التام" للاعتداء، مطالبة سلطات الاحتلال بتقديم توضيحات فورية بشأن ملابسات ما وصفته بـ"إطلاق نار غير مبرر على وفد دبلوماسي".
من جهتها، عبرت فرنسا عن غضبها إزاء الحادث، و أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن قرار استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس، واصفا ما جرى بأنه "غير مقبول"، مشيرا إلى أن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين كان ضمن الوفد المستهدف.
بدورها، لم تخف مصر استيائها، حيث أصدرت بيانا رسميا أدانت فيه الاعتداء على الوفد الدبلوماسي، مؤكدة أن ما حدث مرفوض شكلا و مضمونا. و كشفت القاهرة أن السفير المصري لدى دولة فلسطين كان من بين أعضاء الوفد، ما يزيد من خطورة الواقعة و يدفع للمطالبة بمحاسبة الجهات المسؤولة.