نواكشوط تحتضن توقيع اتفاقيات جزائرية موريتانية لتعميق التكامل الاقتصادي

احتضن المنتدى الاقتصادي الجزائري-الموريتاني المنعقد بنواكشوط توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة نوعية بين مؤسسات من البلدين، شملت قطاعات حيوية كالإنتاج الصيدلاني، النقل البحري، و منتجات النظافة.
و من أبرز هذه الاتفاقيات، الاتفاق المبرم بين مجمع "صيدال" الجزائري و مجموعة "الشنقيطي فارما" الموريتانية، و الذي يهدف إلى تصدير و توزيع الأدوية.
أما في مجال النقل البحري، فقد وقعت شركة "كنان الجزائر" اتفاقا مع شركة "مانو بور" (Manu-port) لتأمين خدمات بحرية متخصصة، تدعم الخط البحري القائم بين الجزائر و موريتانيا و تضمن مرونة أكبر في الربط التجاري.
و بالنسبة لقطاع منتجات النظافة، نصت اتفاقية ثالثة على منح شركة "إبداع" الموريتانية حق توزيع منتجات شركة "فادركو" الجزائرية، المعروفة بتخصصها في صناعة مستحضرات العناية و النظافة الشخصية.
و في كلمته خلال المنتدى، شدد وزير التجارة الداخلية و ترقية الصادرات، الطيب زيتوني، على أن هذا التوجه لا يعد خيارا ظرفيا، بل رهانا استراتيجيا يعكس "الرؤية الجديدة للجزائر في إعادة هندسة علاقاتها الاقتصادية مع محيطها الإفريقي و المغاربي، على أسس أكثر عدلا و واقعية"، حسب تعبيره.
و اعتبر زيتوني أن موريتانيا تمثل بوابة مهمة نحو إفريقيا الأطلسية و منطقة الساحل، و هو ما يجعل من الشراكة بين البلدين نقطة ارتكاز حيوية في مشروع التكامل الإقليمي. كما أشار إلى القطاعات التي تشكل أولوية في هذا التعاون، و على رأسها الصناعات الغذائية، صناعة الأدوية، مواد البناء، الطاقات المتجددة، و الخدمات اللوجستية، باعتبارها مجالات قابلة لتحقيق اندماج فعلي و قيمة مضافة للطرفين.
كما تطرق زيتوني لجانب السياحة، حيث دعا الشركاء الموريتانيين إلى اكتشاف المؤهلات السياحية المتنوعة التي تزخر بها الجزائر، خاصة خلال فصل الصيف، كما أشار إلى ضرورة تطوير السياحة العلاجية، و اقترح رفع عدد الرحلات الجوية بين البلدين لدعم حركة الأشخاص و المستثمرين.
و في نفس السياق، جدد الوزير التزام الجزائر بمرافقة الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين، و الحد من العقبات التي تعترضهم، مشيرا إلى ضرورة توسيع آفاق التعاون نحو اندماج مغاربي إفريقي حقيقي.
من جهته، ثمن الوزير المنتدب لدى وزارة الاقتصاد و المالية الموريتانية المكلف بالميزانية، أنكور كودورو موسى، مخرجات المنتدى، و اعتبر أن الفعالية تعكس حركية متزايدة في التعاون الثنائي، خاصة مع تنامي المبادلات التجارية في السنوات الأخيرة، داعيا المستثمرين الجزائريين إلى اغتنام الفرص المتوفرة في السوق الموريتانية.
أما محمد الأفضل بتاح، رئيس مجلس الأعمال الموريتاني الجزائري، فعبر عن قناعته بأن التكامل بين الجزائر و موريتانيا لم يعد خيارا بل "حتمية"، فيما أشاد يوسف الغازي، رئيس مجلس الأعمال الجزائري الموريتاني، بقدرات الجزائر في إنجاز المشاريع الكبرى، داعيا إلى استثمار هذه الكفاءات في تطوير شراكات دائمة.
و في معرض حديثه، ذكر المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة، شكيب إسماعيل قويدري، بالتطور الملحوظ في نوعية المنتجات الجزائرية، معتبرا أن المبادلات التجارية مع موريتانيا ما تزال تمتلك إمكانيات كبيرة تحتاج إلى استغلال أمثل.
و بدوره، شدد رئيس غرفة التجارة و الصناعة والزراعة الموريتانية، الشيخ العافية ولد محمد خونا، على أهمية هذا المنتدى في خلق شراكات مربحة، مبنية على مبدأ المنفعة المتبادلة، داعيا بدوره إلى تعميق التعاون أكثر.
كما دعا محمد دعاس، نائب رئيس مجلس التجديد الاقتصادي، إلى تجاوز منطق المبادلات التجارية نحو منطق الإنتاج و الاستثمار المشترك، بهدف خلق فرص عمل جديدة وتوسيع الحضور الاقتصادي إلى أسواق واعدة.
و في ختام الفعالية، أشاد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد زوال، بالإمكانيات الصناعية الجزائرية، كاشفا عن زيارة مرتقبة لوفد من رجال الأعمال الموريتانيين إلى الجزائر خلال شهر جوان المقبل، لدعم سبل التعاون و الاطلاع عن كثب على الفرص الاستثمارية.
و للإشارة، المنتدى نظم على هامش فعاليات الطبعة السابعة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط، الذي انطلق الخميس 22 ماي، و يستمر إلى غاية الأربعاء المقبل.