الأونروا تحذر: تدفق المساعدات هو السبيل الوحيد لتفادي تصاعد كارثة غزة

في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تعيش أكثر من 2.4 مليون نسمة أزمة إنسانية لا سابق لها، تزداد خطورتها مع مرور الوقت.
وكالة الأمم المتحدة لغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت اليوم الأحد 25 ماي، أن السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الراهنة هو ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل "فعال و متواصل"، مشددة على أن استمرار الحصار يعمّق المعاناة و يهدد حياة آلاف المدنيين.
جاء هذا التأكيد في منشور رسمي نشرته الوكالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أوضحت أن سكان القطاع باتوا عاجزين عن الانتظار أكثر، مشيرة إلى حاجة غزة الملحة إلى دخول ما يتراوح بين 500 و 600 شاحنة يوميا تحمل مواد الإغاثة التي تديرها الأمم المتحدة.
هذا الرقم يبرز حجم الكارثة التي تضرب القطاع، و التي بدأت مع إغلاق المعابر في الثاني من مارس الماضي، مما أدى إلى شح كبير في المواد الغذائية و الأدوية و المستلزمات الطبية الضرورية.
و لا يقتصر الخطر على نقص المواد فقط، بل انعكس هذا النقص على الصحة العامة للسكان، حيث بلغ عدد الذين قضوا بسبب سوء التغذية 58 شخصا، إضافة إلى 242 حالة وفاة ناجمة عن نقص الأدوية و العلاج، أغلبهم من كبار السن و الأطفال، الفئات الأكثر ضعفا في هذه الأزمة.
أما على مدى 80 يوما من الحصار، شهد القطاع سياسة تجويع ممنهجة تستهدف المدنيين، حيث تمنع المساعدات الإنسانية من الوصول، بينما تتكدس على الحدود دون أن تسمح سلطات الاحتلال بدخولها. هذه الظروف دفعت غزة إلى بوابة المجاعة، فيما تصاعدت وتيرة العدوان العسكري في الأيام الأخيرة مع شن هجمات برية على شمال و جنوب القطاع، مما زاد من حجم الدمار و القتل.
تستمر قوات الاحتلال الصهيوني، منذ السابع من أكتوبر 2023، في تنفيذ حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 176 ألف شهيد و جريح، بينهم نسبة كبيرة من النساء و الأطفال، فضلا عن وجود ما يزيد على 11 ألف مفقود، في مأساة إنسانية هائلة تواجهها المدينة دون توقف.
في ظل هذه الظروف المأساوية، توجهت الأونروا بنداء عاجل للمجتمع الدولي، مطالبة بضرورة الضغط على الاحتلال للسماح بدخول المساعدات دون عوائق، لإنقاذ حياة المدنيين و تخفيف حدة الأزمة.
و تؤكد الوكالة أن توقف تدفق المساعدات يعرض حياة السكان للخطر، إذ إن استمرار الحصار يزيد من تفاقم نقص الغذاء و الدواء، و يجعل من غزة ساحة مأساوية لا تحتمل المزيد من المعاناة.