وزارة الصناعة تُفعل آليات التنسيق والتطبيقات الذكية لجمع جلود الأضاحي

في كل موسم عيد أضحى، تتكدس آلاف الجلود في المزابل، و تضيع معها فرصة ثمينة للاقتصاد الوطني. لكن هذه السنة، تراهن وزارة الصناعة على الرقمنة و التنسيق الميداني لإعادة بعث قطاع الجلود، من خلال تطبيقات مثل "مريقل هيدورة" و "مستفيد"، التي تهدف لتسهيل جمع جلود الأضاحي و استرجاعها بطريقة منظمة.

سعيد بن دريمية، المدير العام لتطوير الصناعة بوزارة الصناعة، اعتبر في حديثه لبرنامج "ضيف الصباح" على القناة الإذاعية الأولى، أن قطاع الجلود في الجزائر يعد من القطاعات الاستراتيجية، إذ يوفر أكثر من 20 ألف منصب شغل. و أكد أن هذه المبادرة التي تطلقها الوزارة كل عيد تهدف إلى تثمين ثروة مهدورة تقدر بآلاف الجلود و الأصواف.

و لتجسيد هذه العملية على أرض الواقع، تم إنشاء لجان محلية عبر مختلف الولايات، يقودها مديرو الصناعة بالتنسيق مع قطاعات عدة، لضمان تنظيم محكم لجمع الجلود دون عراقيل. لكن نجاح العملية، كما أوضح بن دريمية، يمر حتما عبر وعي المواطن، الذي يطلب منه سلخ الأضحية بطريقة تحفظ جودة الجلد، مع ضرورة تمليحه و تفادي إغراقه بالمياه، حتى يكون قابلا للاسترجاع و المعالجة.

و في خطوة مبتكرة، دعت الوزارة المواطنين إلى استخدام التطبيقين الرقميين "مريقل هيدورة" و"مستفيد"، اللذين يسهلان عملية التبليغ و استرجاع الجلود من طرف الجهات المعنية، في تجربة تمزج بين التكنولوجيا و الحفاظ على الثروة الوطنية.

أما بعد الجمع، فستنقل الجلود إلى المدابغ لتعالج ثم تستخدم محليا في الصناعات التحويلية، أو توجه نحو التصدير، مما يمنح هذه المادة الخام قيمة اقتصادية مضافة.

و اختتم بن دريمية حديثه بالتأكيد على أن هذه السياسة الصناعية لا تقف عند جمع الجلود فقط، بل تندرج في إطار رؤية شاملة تعمل على تشجيع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على الاستثمار في هذا المجال، بما يسهم في خلق مناصب شغل جديدة و تثمين الموارد المحلية، بدلا من إهدارها موسميا.

و للإشارة، يقدم تطبيق "مريقل هيدورة" خدمة مميزة تسمح للمستخدمين بتحديد أماكن الجمع الرسمية المعتمدة من قبل الجهات المختصة، عبر خريطة تفاعلية تستخدم تقنية التحديد الجغرافي (GPS)، مما يسهل الوصول إلى نقاط التجميع بكل دقة و سلاسة.

أما تطبيق "مستفيد" فهو يمكن المواطنين من التبرع بجلود الأضاحي دون الحاجة إلى التنقل، حيث يكفي تحميل التطبيق و اختيار خيار "التبرع"، ليقوم فريق المجمع المختص بزيارة منزل المتبرع لاستلام الجلد مباشرة.