قريبًا.. طائرات جديدة وخطوط إضافية في برنامج الجوية الجزائرية

شرعت الخطوط الجوية الجزائرية في تنفيذ مخطط دعم أسطولها الجوي، حيث أعلن الرئيس المدير العام للشركة حمزة بن حمودة، اليوم 14 جوان، أن أولى الطائرات الجديدة ستلتحق بالأسطول شهر سبتمبر المقبل.
و أوضح بن حمودة، خلال تصريح أدلى به على هامش ندوة دولية حول الاستدامة في الطيران المدني نظمتها الشركة بالجزائر العاصمة، أن البرنامج الأصلي كان يهدف إلى تسلم الطائرات بدءا من شهر جوان الجاري، غير أن تأخيرا غير متوقعا من طرف الشركة المصنعة و بعض الموردين، ناتج عن تداعيات الأزمة التي هزت قطاع النقل الجوي منذ تفشي جائحة كورونا، بالإضافة إلى عقبات تقنية لدى المصنعين، حال دون احترام الآجال المتفق عليها.
تندرج هذه الخطوة في إطار تنفيذ عقود أبرمتها الخطوط الجوية الجزائرية في ماي 2023 مع عملاقي صناعة الطائرات «بوينغ» و«إيرباص»، من أجل اقتناء 15 طائرة جديدة، ضمن برنامج أطلقه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يعمل على توسيع شبكة الخطوط و ترقية مكانة مطار الجزائر كمحور إقليمي مهم في النقل الجوي.
و بالرغم من هذا التأخير، أكد بن حمودة أن تسلم الطائرات سيتم تباعا، مما سيسمح للشركة بفتح خطوط جديدة نحو عواصم إفريقية، آسيوية و أوروبية بين سنتي 2025 و 2026، مشيرا إلى وجود ترتيبات لإطلاق خط مباشر نحو العاصمة الهولندية أمستردام و آخر نحو مدينة غوانزو الصينية قبل نهاية السنة الحالية.
أما في إطار التزام الناقل الوطني بالمعايير البيئية الحديثة، كشف المسؤول ذاته عن خطة لاعتماد الوقود المستدام في تشغيل الطائرات الجديدة، مبرزا أن التطبيق سيكون في مرحلة أولى عبر مطارات أجنبية، في انتظار جاهزية القدرات الإنتاجية الوطنية لهذا النوع من الوقود خلال السنوات القادمة.
و في السياق نفسه، شدد بن حمودة على سعي الخطوط الجوية الجزائرية للتموقع كرائد إقليمي في مسار التحول الطاقوي، من خلال خطة استراتيجية ترتكز على تقييم الأثر الكربوني لأنشطتها بكافة مستوياتها، من الأسطول إلى عمليات التشغيل، الصيانة و التموين، ما سيتيح بناء قاعدة بيانات متينة لتوجيه القرارات المستقبلية وفق معايير علمية دقيقة.
كما تقوم هذه الاستراتيجية على خمسة محاور أساسية، هي تحديث إجراءات الطيران، رفع الكفاءة الطاقوية بمرافق الشركة، تشجيع الابتكار و التحول الرقمي، إدماج استخدام الوقود المستدام في الرحلات، و اعتماد أساليب إدارة النفايات وفق منهج الاقتصاد الدائري، حسب نفس المصدر.
أما بخصوص مشروع شركة النقل الداخلي التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، فقد أكد بن حمودة أن كل الترتيبات اكتملت، مضيفا أن خطة العمل باتت جاهزة و سيتم الكشف عنها رسميا خلال الأسابيع المقبلة.
و يرى المتحدث أن هذه الشركة الجديدة تمثل تتويجا لسياسة الدولة التي وضعت النقل الجوي الداخلي ضمن أولوياتها منذ سنة 2019، مشيرا إلى أن عدد المسافرين على الرحلات الداخلية سجل قفزة فاقت 25 بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
و في ظل التوترات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، أشار الرئيس المدير العام إلى تعليق الرحلات نحو العاصمة الأردنية عمان مؤقتا كإجراء احترازي، مؤكدا أن استئنافها مرتبط بتحسن الوضع الأمني، في حين تواصل الرحلات نحو باقي الوجهات في المنطقة سيرها بشكل عادي.
من جهة أخرى، نوهت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، بجهود الخطوط الجوية الجزائرية في احترام التزاماتها البيئية، مبرزة أنها من أوائل شركات الطيران الإفريقية التي التزمت رسميا بالبروتوكولات الهادفة إلى تقليص الانبعاثات الكربونية.
أما المدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني، حسن بولفلفل، فقد دعا إلى تسريع الاستثمار في إنتاج و توفير الوقود المستدام محليا، و تحديث الأسطول بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية، مشددا على أهمية مواكبة التطورات لتفادي أية تبعات مالية محتملة بداية من 2027 في حال عدم الالتزام بالمعايير الجديدة.
هذا، و قد شهدت الندوة الدولية، التي انتظمت تحت شعار «الاستدامة في الأذهان، من أجل طيران أخضر»، حضور وزير النقل السعيد سعيود، إلى جانب شخصيات وطنية و دولية و خبراء و مديرين لمؤسسات و هيئات مختصة، حيث تم تقديم تجارب رائدة و نقاش حلول عملية ترسخ مبادئ الاستدامة في قطاع الطيران، و تدعم الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات البيئية وفق رؤية حديثة و مبتكرة.