باب الزوار: “أنسريف” تطلق مشروع محطة قطارات كبرى لتحسين الربط والنقل

أعلنت الوكالة الوطنية للدراسات و متابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية "أنسريف" عن مشروع بناء محطة قطارات كبرى في باب الزوار بالعاصمة، ستشكل معلما عمرانيا جديدا يربط العاصمة بشبكات النقل الوطنية و الحضرية بشكل أكثر سلاسة.
و أوضح عبد القادر مزار، المدير المكلف بالإعلام لدى الوكالة، في تصريح أدلى به خلال مشاركتها في الطبعة الـ56 لمعرض الجزائر الدولي، أن هذه المحطة ستكون همزة وصل بين خطوط السكك الطويلة و ضواحي العاصمة، مع ربطها بوسائل النقل الحضرية مثل المترو و الترامواي و سيارات الأجرة، ما سيجعل تنقل المسافرين و تنظيم حركة القطارات أكثر فعالية داخل العاصمة.
و أكد مزار أن اختيار مكتب الدراسات المسؤول عن تصميم هذه المحطة تم وفق معايير صارمة لضمان مستوى يليق بصورة العاصمة الجزائرية.
في سياق متصل، تعرف المشاريع المنجمية للسكك الحديدية تقدما ملموسا، خاصة الخط المنجمي الغربي الرابط بين بشار و غارا جبيلات على مسافة 950 كلم، الذي يسجل أشغاله تقدما بوتيرة سريعة رغم التحديات التقنية و الجغرافية و المناخية.
و من المنتظر أن يتم تسليمه قبل نهاية السنة الجارية، أي قبل الآجال التعاقدية المحددة لشهر مارس 2026، بفضل المتابعة المستمرة التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لهذا المشروع الاستراتيجي، إضافة إلى المراقبة الرقمية اليومية التي يشرف عليها وزير الأشغال العمومية و المنشآت القاعدية لضمان متابعة آنية للأشغال.
و تفصيلا، يشهد الجزء الأول من الخط بين بشار و حدود ولاية بني عباس (200 كلم) تقدما كبيرا، حيث دخل الجزء الممتد على 107 كلم مراحله الأخيرة، و بدأت عملية وضع السكك الحديدية، بينما يرتقب تسليمه مع محطة حماقير قبل نهاية العام.
و تجدر الإشارة إلى أن رئيس الجمهورية كان قد أشرف في أفريل الماضي على وضع حيز الخدمة للجزء الرابط بين بشار و العبادلة على طول 100 كلم.
أما الجزء الممتد من الكيلومتر 200 إلى أم العسل (تندوف) على طول 440 كلم، و الذي تنفذه شركتا "كوسيدار أشغال عمومية" و "سي.أر.سي.سي" الصينية، فقد عرف انطلاق أشغال بناء محطتي حاسي خبي وتبلبالة مع تسجيل تقدم ميداني واضح.
و بالنسبة للمسافة الرابطة بين تندوف وغارا جبيلات (135 كلم)، فقد شارفت عملية وضع السكة على الانتهاء، بالتوازي مع استمرار الأعمال بمحطة غارا جبيلات.
و فيما يخص المقطع الرابط بين أم العسل و تندوف (175 كلم)، الذي تنجزه مؤسسات عمومية وطنية، فقد بدأت عملية وضع السكك و أشغال بناء محطتي أم العسل و تندوف، مما يبرز ديناميكية واضحة في المشروع بأكمله.
كما سيضم الخط 30 محطة تقاطع، منها محطتان للتفرع لضمان سيولة في حركة القطارات، إضافة إلى استعمال عوارض خرسانية بطول 2.6 متر قادرة على تحمل الحمولات الثقيلة، ما سيسمح للقطارات بنقل حمولة صافية تصل إلى 22,100 طن في الرحلة الواحدة.
و في الجانب الشرقي، تسجل أشغال الخط المنجمي الرابط بين عنابة و بلاد الحدبة (تبسة) على طول 422 كلم تقدما ملحوظا، حيث تعمل "أنسريف" على استكمال المقاطع و تسليمها قبل الآجال المحددة، خاصة بعد زيارة وزير الأشغال العمومية و المنشآت القاعدية لخضر رخروخ لموقع المشروع نهاية ماي، حيث تم الإعلان عن قرب استلام عدد من المقاطع الجاهزة.
من جهة أخرى، يسجل مشروع خط الهضاب العليا الممتد من تبسة شرقا إلى سيدي بلعباس غربا تقدما في معظم مقاطعه، مع توقع استلام المقطع الرابط بين تيسمسيلت و تيارت (60 كلم) خلال السنة المقبلة، ليكمل هذا المشروع سلسلة الخطوط الهيكلية التي ستساهم في تطوير النقل عبر السكك الحديدية في الجزائر و دعم الربط بين ولايات الوطن بوسائل نقل عصرية و فعالة.