مشروع السكة الحديدية إن صالح – تمنراست يدخل مرحلة التنفيذ بعد استكمال المسح الطوبوغرافي

بين جبال الأهقار و رمال الجنوب العميق، يقترب حلم ربط تمنراست بإن صالح عبر السكة الحديدية من أن يتحول إلى واقع ملموس، حسب ما أكده، اليوم الأربعاء 9 جويلية، مدير الدراسات بالوكالة الوطنية للسكك الحديدية، فاروق كليواتي.
جاء ذلك عقب الإعلان عن استكمال عمليات المسح الطوبوغرافي للمشروع، الذي يعتبر أحد أبرز الالتزامات التي ينتظرها سكان المنطقة منذ سنوات طويلة.
و أكدفاروق كليواتي، أن هذا التقدم يمهد الطريق نحو انطلاق مرحلة التنفيذ الفعلي للمشروع، الذي يحمل أهمية استراتيجية كبيرة لتنمية المنطقة وفك عزلتها، ضمن دراسة الجدوى لمشروع السكة الذي سيمتد على طول 676 كلم بين الولايتين.
و في تفاصيل المشروع، أوضح كليواتي أن المخطط أخذ بعين الاعتبار نقاط التقاطع مع مشاريع القطاعات الأخرى، لضمان عدم تعارضه مع ممرات المياه، و الواحات الزراعية، و المواقع البيئية و السياحية، مشيرا إلى 20 نقطة اقترحها ديوان الحظيرة الثقافية للأهقار، و 15 نقطة حددها قطاع الموارد المائية، و 8 نقاط اقترحها قطاع الفلاحة، إضافة إلى نقطة تخص قطاع السياحة.
من جهتها، تحدثت شريفة طقموت، رئيسة دائرة الدراسات بالوكالة، عن الجوانب البيئية و الاجتماعية التي يحملها المشروع، مؤكدة أن المسار لن يهمل حياة البدو الرحل و مسارات تنقلهم، معتبرة أن لكل مرحلة من مراحل الإنجاز خصوصيات بيئية و اجتماعية تستحق المتابعة الدقيقة لحماية توازن المنطقة.
والي ولاية تمنراست، محمد بوذراع، لم يخف حماسه للمشروع، و اعتبره خطوة ستساهم بشكل كبير في فك العزلة عن المنطقة، و فتح آفاق جديدة أمام السكان في التجارة، السياحة، تسهيل حركة الأشخاص و البضائع، مؤكدا أن تمنراست تستحق هذا المشروع الاستراتيجي الذي سيغير وجه النقل و التنمية جنوب الجزائر.
الأعيان و المنتخبون والناشطون الجمعويون الحاضرون عبروا عن ارتياحهم لهذا التقدم، و وجهوا شكرهم لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، معتبرين أن هذا المشروع ترجمة فعلية لالتزام الدولة بتنمية الجنوب، و ربط تمنراست بالشبكة الوطنية للسكة الحديدية، ما سيسمح بجعل المنطقة بوابة تجارية، ومحطة للعبور و التبادل.