في مجلس الأمن..الجزائر تؤكد ضرورة وقف الجرائم ضد الفلسطينيين باستخدام آليات الأمم المتحدة

جددت الجزائر من على منبر الأمم المتحدة، يوم أمس 16 جويلية، دعوتها الصريحة للمجتمع الدولي إلى التحرك الفعلي لوقف الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الصمت إزاء هذه الانتهاكات ليس حيادا بل خيانة، و أن التاريخ سيسجل هذا الصمت كوصمة عار على جبين الإنسانية.
و خلال جلسة مجلس الأمن التي خصصت لمناقشة "الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية"، أعرب المندوب الدائم المساعد للجزائر لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، عن استغرابه من استمرار عجز المجموعة الدولية أمام آلة القتل الإسرائيلية في قطاع غزة، قائلاً إن المجلس "يتراكم فيه عدد الجلسات و تتوالى البيانات، لكنها لم تردع المحتل و لم توقف المذبحة"، في إشارة إلى التصعيد المستمر منذ 7 أكتوبر 2023.
و اعتبر كودري أن حالة الشلل التي يعيشها المجتمع الدولي، تجعل من صمته "لغة تنتمي إلى الجريمة"، موضحا أن هذا الصمت مهما حاولت الدبلوماسية تبريره، "سيسجل في التاريخ كشاهد على الجريمة، ليس كحياد، بل كخيانة"، داعيا إلى عدم الاكتفاء بالإدانة و إبداء الأسف، بل التحرك الفوري باستخدام الأدوات التي يخولها ميثاق الأمم المتحدة لوقف الجرائم التي لم يعد بإمكان أحد إنكارها.
و في توصيفه للوضع المأساوي في غزة، قال كودري إن القطاع تحول إلى "أرض للموت"، حيث "تتفنن قوات الاحتلال في قتل الفلسطينيين بأشكال متعددة، مدفوعة بوهم إفراغ فلسطين من أهلها، تغذيه الغطرسة و جنون القوة"، لكنه شدد في المقابل على أن محاولات إعادة كتابة التاريخ عبر الاستيطان و القتل، "ستبوء بالفشل"، مؤكدا أن "زوال الاحتلال و تمكين الفلسطينيين من حقوقهم الطبيعية و القانونية على أرضهم حتمية تاريخية، و من يحاول إيقاف عجلة التاريخ، سيلاقي نفس مصير من سبقه".
و لم يخف الدبلوماسي الجزائري دهشته من سماع بعض الأصوات في مجلس الأمن و هي تبرر قتل الأطفال الفلسطينيين، معتبرة ذلك "أضرارا جانبية"، قائلا : "ربما لأن هؤلاء الأطفال فلسطينيون، يمكن قتلهم ببساطة".
و في استشهاده بوقائع موثقة، أشار إلى ما قدمته وكالة الأونروا من أرقام حول حجم المأساة، إذ أكدت أن قوات الاحتلال تقتل يوميا منذ 7 أكتوبر ما يعادل "صفا دراسيا كاملا من الأطفال" يتراوح عددهم بين 35 و45 طفلا يوميا، في صورة تعكس حجم الإبادة التي يتعرض لها المدنيون في القطاع.
كما انتقد كودري تبريرات الاحتلال باستهداف المستشفيات بحجة كونها "مراكز قيادة و سيطرة"، في حين تؤكد منظمة الصحة العالمية و المنظمات الإنسانية أن المستشفيات و المرافق الصحية تعرضت لاعتداءات متعمدة، أدت إلى انهيار النظام الصحي بالكامل في غزة، و دمار واسع في البنية التحتية، مع نقص حاد في الأدوية و المعدات الأساسية.
أما في ما يخص توزيع المساعدات، لفت إلى أن بعض الأطراف تحاول إقناع نفسها و العالم بأن الطريقة الحالية لتوزيع المساعدات تتماشى مع المبادئ الإنسانية، لكنها في الحقيقة تحولت إلى "مصائد موت"، حيث تستخدم نقاط التوزيع كسلاح تهجير لا أداة إنقاذ، بينما تعسكر المساعدات لتخدم هواجس المحتل الأمنية، بدلا من إنقاذ الأرواح.
و ختم المسؤول الجزائري بالتأكيد على أن حجم الفظائع المرتكبة يفرض على الجميع مساءلة ضميرهم الإنساني، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، و التحقيق و المحاسبة، و تقديم الإغاثة للفلسطينيين الذين يموتون عطشا قبل أن تقتلهم القذائف و الرصاص، و. أطفال يولدون بلا طفولة و يموتون بلا قبور، في مشاهد مأساوية اختزلتها تعبيرات مثل "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي"، بينما تبقى الحقيقة المؤلمة واحدة: مأساة مستمرة تحت أنظار العالم.