شراكة استراتيجية بين مجمع سونارم ووزارة التعليم العالي لتطوير النشاط المنجمي

استقبل الرئيس المدير العام لمجمع "سونارم" بلقاسم سلطاني، امس الأحد 24 أوت ، بمقر المجمع، وفدا من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يتقدمه محمد بوهيشة، المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
و وفق ما أفاد به بيان مجمع سونارم ، فقد خُصّص هذا اللقاء لبحث سبل وآليات التعاون المشترك بين مجمع سونارم ومراكز البحث والجامعات الجزائرية، قصد إشراك البحث العلمي في تطوير النشاطات المنجمية للمجمع، وتثمين المواد المعدنية بما يرفع من قيمتها المضافة ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المحلية.
و أوضح بيان المجمع، أنه خلال اللقاء، قدم الرئيس المدير العام لمجمع سونارم عرضاً مفصلاً حول استراتيجية المجمع لتطوير النشاط المنجمي، مبرزاً الأهداف المستقبلية الكبرى التي يسعى المجمع إلى تحقيقها.
وجرى نقاش معمق حول إشراك المؤسسات البحثية في تجسيد هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، من خلال العمل على تثمين المواد المنجمية الاستراتيجية مثل الفوسفات، الحديد، الزنك، الرصاص، كربونات الكالسيوم وغيرها، بهدف رفع قيمتها السوقية، وتحقيق المرافقة العلمية للمشاريع الكبرى للمجمع.
كما تطرق الطرفان إلى سبل إثراء مواضيع البحث وإشكالياته العلمية في التخصص المنجمي من خلال العمل على إدراج انشغالات الميدان ضمن برامج البحوث الجامعية.
ومن بين أبرز المحاور التي تمت مناقشتها، المشروع الاستراتيجي الخاص بإنتاج بطاريات الليثيوم (LFP)، والذي يسعى المجمع إلى تجسيده بالشراكة مع البروفيسور كريم زغيب، أحد الكفاءات الجزائرية في مجال الطاقات النظيفة.
وقد تم التطرق إلى دور مراكز البحث في مرافقة هذا المشروع الطموح من خلال تقديم الدعم العلمي والتقني.
كما ناقش الطرفان إمكانيات الاستغلال الأمثل للمخلفات المعدنية مثل البنتونيت والبوزولان، عن طريق بحوث تطبيقية تسعى لإعادة إدماج هذه المواد في صناعات أخرى كمواد البناء وغيرها، بما يتماشى مع مبادئ الاقتصاد الدائري.
هذا وقد ناقش الطرفان إتفاقيات التعاون والدراسات التطبيقية بين المراكز البحثية وسونارم، على غرار الاتفاقية المبرمة بين مركز البحث في التكنولوجيات الصناعية CRTI وفرع "فيرال" المكلف بمشروع غار جبيلات، إضافة إلى أمكانية توسيع التعاون إلى مشاريع مع الفروع الأخرى.
وفي جانب التكوين، اتفق الطرفان على ضرورة استحداث عروض تكوين ملائمة لاحتياجات المجمع، ما يسمح بضمان التشغيل الفوري للخرّيجين، كما تم التوافق على ضرورة توجيه رسائل الدكتوراه نحو مواضيع بحثية ذات صلة مباشرة بالإشكاليات المطروحة ميدانياً في المجمع.
تم طرح مقترحات عملية لتوفير بيئة تجريبية للباحثين، تساعدهم على تطبيق نتائج أبحاثهم ميدانياً، مع التأكيد على ضرورة الاستفادة من كفاءات الجالية الجزائرية بالخارج، على غرار البروفيسور كمال يوسف تومي، المختص في التكنولوجيا والإعلام الآلي، والبروفيسور زغيب في مجال الطاقات النظيفة، لما لهم من خبرات عالمية يمكن أن تساهم في تحديث البنية العلمية والتقنية للمشاريع الوطنية.
وفي الشق العملي ناقش الطرفان فكرة العمل على تطوير الخارطة الجيولوجية الوطنية للموارد المنجمية بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للأنشطة المنجمية (ANAM) ووكالة (ASGA) لما لها من أهمية في وضع الخطط المستقبلية للاستغلال الأمثل للموارد المنجمية في بلادنا.
وفي ختام الاجتماع تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لصياغة اتفاقية شراكة استراتيجية بين الطرفين وتحديد آليات التعاون بينهما.
للإشارة ، يُعد هذا الاجتماع خطوة محورية نحو ربط البحث العلمي بمشاريع التنمية الوطنية، كما يعكس حرص مجمع سونارم ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي على توحيد الجهود وتكامل القدرات من أجل تطوير النشاطات المنجمية، ورفع قيمتها المضافة في الاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانة مجمع سونارم كرافد أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، و دفع عجلة النمو الاقتصادي .