الأونروا تدعو مجددا لفتح معابر غزة: مليون طفل في انتظار الغذاء و الدواء

جددت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" مطالبتها بضرورة فتح المعابر و رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، مؤكدة استعدادها الكامل للقيام بمهامها الإنسانية، و مساعدة السكان العالقين تحت الحصار، و بينهم مليون طفل يعيشون أوضاعا مأساوية تهدد حياتهم.
و في منشور لها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس 19 جويلية، كشفت الأونروا عن امتلاكها لمخزون غذائي كاف لسكان القطاع بأكمله، يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر، غير أن هذا المخزون لا يزال عالقا في المستودعات بانتظار الضوء الأخضر للسماح بدخوله إلى غزة.
و حدرت من الأوضاع التي يشتد فيها الجوع و تشتد معها حاجة العائلات لأبسط مقومات البقاء، كما أكدت الوكالة أن هذه الإمدادات جاهزة للتوزيع فور فتح المعابر، مشيرة إلى أن أنظمتها اللوجستية في حالة جاهزية كاملة.
في المستشفيات، المشهد أكثر قسوة. السلطات الصحية في غزة حذرت من تدفق أعداد غير مسبوقة من الفلسطينيين من مختلف الأعمار إلى أقسام الطوارئ، و هم في حالات إعياء شديد و إجهاد جراء الجوع المستمر. و أكدت أن مئات الأشخاص ممن تدهورت صحتهم بسبب نقص الغذاء يواجهون خطر الموت المحتوم، في ظل تراجع قدرة أجسادهم على الصمود أمام الجوع و سوء التغذية.
في السياق ذاته، حذر عاملون في المجال الإنساني تابعون للأمم المتحدة من أن ما يجري في غزة من حرب مستمرة، و ما خلفته من قتل واسع النطاق و نزوح قسري و فقدان للموارد، بدأ يرسخ حالة "الحرمان الجماعي" المفروض على سكان القطاع منذ ما يقارب 18 عاما، ليصبح الحرمان واقعا يوميا تحت وقع الحرب و الحصار.
و أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان له، أن الحرب المستمرة و الوفيات التي كان يمكن الوقاية منها، إضافة إلى أزمة الوقود الحادة و النزوح المتكرر، جميعها عوامل تساهم في تعميق مأساة سكان غزة، و تثبيت واقع الحرمان الجماعي الذي يعيشه أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار.
منذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على غزة، مخلفة وراءها إبادة جماعية طالت المدنيين، قتلا و تجويعا و تهجيرا و تدميرا، وسط تجاهل متواصل للنداءات الدولية وا لأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العدوان.
و وفق آخر حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء إلى 58,765 شهيدا، فيما تجاوز عدد الجرحى 140,485 غالبيتهم من الأطفال و النساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، في حين يواصل مئات الآلاف النزوح داخل القطاع الذي يشهد مجاعة أودت بحياة العديد من المدنيين، في ظل دمار واسع طال البنية التحتية في معظم مدنه و مخيماته، ليترك غزة تواجه أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها الحديث.