الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من عواقب وخيمة بعد استهداف منشآت نووية إيرانية

في تطور خطير ينذر بتصعيد غير مسبوق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، امس الجمعة 13 جوان، عن تلقيها بلاغًا بشأن عملية عسكرية نفذتها إسرائيل استهدفت منشآت نووية في جمهورية إيران الإسلامية.
و وفق ما أفاد به بيان الوكالة الدولية ، فقد أكدت على تواصلها المباشر مع السلطات الإيرانية المختصة لتقييم الأضرار ومتابعة أي تداعيات محتملة على صعيد الأمان والأمن النوويين.
و وفق المعلومات الأولية التي حصلت عليها من الجهات الإيرانية، فإن منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم قد تأثرت فعلاً بالهجوم، و لكن لم تُسجَّل حتى الآن مستويات إشعاع غير طبيعية في الموقع، مشيرةً إلى أن منشأتَي أصفهان وفوردو لم تتعرضا لأي أضرار مباشرة .
و أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن التطورات الأخيرة "تبعث على بالغ القلق"، مشددًا على موقف الوكالة الراسخ بأن "المرافق النووية لا يجوز أن تكون هدفًا لأي عمل عسكري تحت أي ظرف أو في أي سياق"، لما ينطوي عليه ذلك من تهديد مباشر لحياة البشر والبيئة، فضلًا عن تداعياته الخطيرة على السلم الإقليمي والدولي.
وأوضح ،أن هذه الاعتداءات تُعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، مشيرًا إلى قرارات سابقة للمؤتمر العام للوكالة (GC(XXIX)/RES/444 و GC(XXXIV)/RES/533)، التي تدين بشكل قاطع استهداف المنشآت النووية ذات الطابع السلمي.
كما حذّر من أن أي هجوم على منشآت نووية قد يؤدي إلى تسرب مواد مشعة، بما قد يخلّف آثارًا كارثية تتجاوز حدود الدولة المستهدفة، داعيًا إلى ضرورة التعاطي مع هذا الملف بحذر شديد وانضباط كامل.
وفي ظل التصعيد العسكري المتواصل، ناشد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية جميع الأطراف ضرورة التحلي بضبط النفس وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.
وأكد أن السبيل الوحيد لتحقيق حل دائم هو عبر الحوار والدبلوماسية، وليس من خلال القوة أو المواجهة.
وختم المدير العام تصريحه بالتأكيد على دور الوكالة كـ"محفل فريد للحوار في هذا الظرف الحساس"، مشيرًا إلى أن الوكالة على استعداد لتيسير المناقشات التقنية ودعم أي جهود دبلوماسية تسعى لتعزيز الشفافية والأمن النووي في المنطقة.