خبراء ومسؤولون يؤكدون جاهزية الجزائر لإنجاح المعرض الإفريقي للتجارة البينية 2025

من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، تتحول العاصمة الجزائرية إلى نقطة التقاء كبرى لرجال الأعمال و المستثمرين من جميع أنحاء إفريقيا، في الطبعة الرابعة للمعرض الإفريقي للتجارة البينية.
الحدث لا يشبه غيره من المعارض التقليدية، فهو يمثل بالنسبة للجزائر فرصة نادرة لتسليط الضوء على إرادتها القوية في الدفع بالتكامل الاقتصادي داخل القارة.
في قلب هذه التحضيرات، كان الحضور الرسمي قويا، من وزير التجارة الخارجية كمال رزيق إلى وزير التجارة الداخلية الطيب زيتوني، و نائبة الرئيس التنفيذي للبنك الإفريقي للتصدير و الاستيراد، كانايا أواني، الذين أعربوا جميعا عن حماسهم لهذه المبادرة.
الوزير كمال رزيق، أكد أن المعرض لا يمثل فقط منصة لتبادل السلع و الخدمات، بل هو إطار استراتيجي يدعم الشراكات بين القطاعين العام و الخاص، و يسلط الضوء على الفرص الاستثمارية المتعددة التي تزخر بها إفريقيا، خصوصا في سياق تنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 المعروفة برؤية "إفريقيا التي نريد".
و أوضح الوزير خلال حديثه، أنه تم الشروع في خطوات هامة لترسيخ الحضور الجزائري داخل الفضاء الاقتصادي الإفريقي، منها إطلاق المبادلات التجارية ضمن منطقة التجارة الحرة القارية في نوفمبر 2024.
و شدد على أهمية تطوير البنى التحتية اللوجستية في الجزائر، من موانئ و مطارات و شبكات نقل بري و سكك حديدية، بهدف تسهيل حركة التجارة و تعزيز الربط القاري.
كما نوه الوزير إلى المشاريع القارية الكبرى التي توليها الجزائر عناية خاصة، و منها الطريق العابر للصحراء و طريق الزويرات، إلى جانب مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط نيجيريا بالجزائر، باعتبارها عوامل حيوية لترقية التكامل الاقتصادي.
و في كلمة ألقاها خلال التظاهرة، أكد رئيس المجلس الاستشاري للمعرض و رئيس نيجيريا الأسبق، أولوسيجون أوباسانجو، أن هذه التظاهرة تحظى باهتمام و رعاية كبيرة من السلطات الجزائرية، و على رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مشيرا إلى أن المعرض يشكل خطوة جديدة و هامة في مسار "التحرر الاقتصادي" للقارة الإفريقية.
و أوضح أوباسانجو أن المعرض ليس مجرد حدث عادي، بل هو أكبر تجمع اقتصادي و تجاري على مستوى القارة، حيث يجمع المتعاملين الاقتصاديين من صناعيين و مستثمرين و رواد أعمال من القطاعين العام و الخاص.
كما شدد على ضرورة تحقيق التكامل و التكاتف بين مختلف الاقتصادات الإفريقية، خصوصا أن حجم التجارة البينية داخل إفريقيا لا يتجاوز حاليا 15% من حجم تبادلاتها التجارية الدولية، و هو رقم يعتبر منخفضا للغاية و يحتاج إلى رفع ملحوظ من خلال جهود مشتركة.
و في نفس الإطار، أكدت نائبة الرئيس التنفيذي للبنك الإفريقي للتصدير و الاستيراد "أفريكسيم بنك"، كانايا أواني، أن التحضيرات التي تقوم بها الجزائر لاستضافة المعرض تمت بشكل جيد و منظم، معبرة عن أهمية المعرض في دعم و تحسين صمود الاقتصاد القاري.
كما أشارت إلى أن المعرض يشكل فرصة لتطوير سلاسل القيمة، و زيادة تنافسية المؤسسات و الاقتصادات الإفريقية، و هو ما سيعود بالنفع على جميع الدول المشاركة.
و أبرزت المسؤولة الاقتصادية أن المعرض يمثل منصة مهمة للتقريب بين المتعاملين الاقتصاديين في مختلف القطاعات الاقتصادية، سواء التقليدية أو الصاعدة، مشددة على أهمية دعم الحوار و التعاون بين القطاعين العام و الخاص من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
و أضافت أن المعرض سيخصص مساحات مهمة للابتكار و البحث العلمي و دعم المؤسسات الناشئة، و هي قطاعات أصبحت تحظى باهتمام متزايد في الجزائر، التي تتمتع بمكانة اقتصادية مميزة على مستوى القارة، خاصة من حيث الناتج الداخلي الخام، و البنى التحتية المتطورة، و اللوجستية المتقدمة، و الطاقة و الصناعة، إلى جانب تقدمها في مجال تكنولوجيات الاتصال و الاتصالات.
كما أشارت إلى موروث الجزائر الثقافي الغني، الذي يشكل أحد عوامل الجذب القارية والدولية للمعرض، ويعكس عمق التجربة الحضارية والتاريخية للبلاد.
أخيرا، تطرقت كانايا أواني إلى مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي سيربط بين نيجيريا و الجزائر، معربة عن اعتقادها بأن هذا المشروع يعتبر من بين الركائز الأساسية للبنى التحتية القارية، التي ستساهم بشكل كبير في دعم التكامل الاقتصادي و التجاري بين دول إفريقيا.