مضاعفة التجارة البينية الإفريقية بحلول 2030: استراتيجيات جديدة لدعم السوق القارية

تتصدر مسألة مضاعفة المبادلات التجارية بين الدول الإفريقية جدول أعمال وزراء التجارة المشاركين في المائدة المستديرة يوم أمس الجمعة 5 سبتمبر بالجزائر العاصمة، على هامش الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية.
اللقاء ركز على تعزيز منطقة التجارة الحرة القارية "زليكاف" كخطوة استراتيجية لبناء سوق موحدة تفتح آفاقا استثمارية و تجارية جديدة. وفي هذا الإطار، أكد وزير التجارة الخارجية الجزائري، كمال رزيق، أن تحقيق هذا الهدف الطموح يتطلب الإسراع في تطوير البنى التحتية، تبسيط الإجراءات الجمركية، و دعم التصنيع المحلي لإقامة سلاسل قيمة إقليمية تحول الموارد الطبيعية إلى منتجات قابلة للتصدير.
و شدد المشاركون على ضرورة إشراك الشباب و النساء، إلى جانب المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، باعتبارهم عوامل رئيسية لدفع عجلة النمو الاقتصادي في القارة. كما أشاروا إلى أهمية توحيد السياسات الاقتصادية و التجارية بين الدول لإزالة العقبات أمام حركة السلع و الخدمات و ترقية التكامل الإقليمي.
و أكد الوزير رزيق التزام الجزائر بتحويل توصيات اللقاء إلى خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع، مشيرا إلى أن زيادة حجم التجارة البينية تمثل رهانا استراتيجيا لتحقيق السيادة الاقتصادية للقارة و تقليص اعتمادها على الأسواق الخارجية. و لفت إلى أن نسبة المبادلات البينية الأفريقية لا تتجاوز 15% من إجمالي التجارة الخارجية للقارة، و هو ما يشكل تحديا و فرصة في الوقت ذاته لتعزيز التكامل الاقتصادي.
شكل المعرض فرصة لتعميق التشاور بين صناع القرار و المستثمرين، و فتح أبواب الاستثمارات و الشراكات الجديدة، فضلا عن كونه منصة لتبادل الخبرات و توسيع نطاق الأسواق الأفريقية.
كما استعرض المسؤولون المشاريع الكبرى التي تنفذها الجزائر في مجال البنى التحتية، بما في ذلك الطرق العابرة للصحراء و الموانئ و مناطق التبادل الحر مع دول الجوار، لتسهيل حركة التجارة و دعم الربط الإقليمي.
قدم الوزراء الأفارقة خططهم لتطوير الطرق و السكك الحديدية و الموانئ، إلى جانب الإجراءات الجمركية الموجهة لدعم التجارة البينية. و في هذا الإطار، دعا الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية، وامكيلي ميني، إلى استثمار الموارد المتاحة لبناء سوق داخلية قوية، معبرا عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة لمخرجات هذا اللقاء.
كما استعرضت نائبة المدير التنفيذي للبنك الإفريقي للتنمية، كانايو أواني، برامج دعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، و تمويل مشاريع في قطاعات الفلاحة و الصناعة، معلنة عن مبادرات جديدة تهدف إلى توسيع قاعدة الصادرات و خلق فرص عمل مستدامة.
و في ختام النقاش، أكد وزير الأشغال العمومية الجزائري، لخضر رخروخ، استعداد بلاده لتقاسم خبرتها في مشاريع البنى التحتية الكبرى، مثل الطرق و السكك الحديدية الممتدة نحو الحدود الجنوبية، مشددا على أن هذه المشاريع تفتح آفاقا جديدة للربط القاري و تطوير المبادلات التجارية بين الدول الأفريقية.